كلنا يعرف فائدة الفيتامينات، خاصة فيتامين "سى" أو "ج"،
لصحة الجسم وزيادة المناعة، إذا تم تناوله بجرعة يومية
تعادل 500 مجم، إلا أن دراسة بريطانية حديثة أثبتت أن تناول
فيتامين "ج" بجرعة يومية كبيرة يمكن أن يدمر
جينات الإنسان..
ومن المعروف أن عدداً كبيراً من الناس يحرصون على تناول مثل
هذه الجرعة للاستفادة بها كمضاد للأكسدة لمنع تلف
الخلايا الناتجة عن تفاعلات الشوارد الحرة، وحماية الإنسان من الإصابة
بأمراض القلب والسرطان وبعض أمراض العيون كالمياه البيضاء
أو تحلل مركز الإبصار وغيرها.
وقد أكدت الدراسة البريطانية التى أجراها فريق من باحثى الكيمياء
الباثولوجية بجامعة ليزيستر بلندن، أن تعاطى
الفيتامين كمكمل غذائى بالجرعة المذكورة يكون له تأثيران..
أولهما كمضاد للأكسدة، أما الآخر فمؤكسد للحامض النووى.
كذلك وجد الباحثون من واقع الدراسة التى استمرت 6 أسابيع
وشملت 30 مريضاً، أنه عند مستوى الجرعة المذكورة، يقوم الفيتامين
بمساعدة الشوارد الحرة بإحداث ضرر محقق بأجزاء من الحامض
النووى و(قواعد الأدينين)..
وتتفق هذه النتائج مع تحذيرات سابقة تقول ان تعاطى الفيتامين بجرعة
يومية كبيرة يشجع الجسم على إنتاج العناصر الحرة من الحديد
وتحويلها إلى حديد ضار يعمل على إتلاف عضلة القلب
وأعضاء الجسم المختلفة.
وقد وجد أن هذا التأثير يختلف بشكل جذرى عن دور فيتامين "ج"
الذى يدخل الجسم مع المصادر الطبيعية كالبرتقال والجوافة والليمون وغيرها،
فى أن الفيتامين المخلق لا يعمل كمضاد للأكسدة، وإنما كعامل أكسدة
واختزال فى بعض الظروف، ويعمل محفزاً على الأكسدة فى البعض
الآخر، أما الفيتامين المستمد من مصادر طبيعية فليس
له أى تأثير مؤكسد.
وتعد عملية أكسدة (الجوانين) إلى (إكسوجوانين) هى المعيار الذى يعول
عليه عند تقدير درجة التدمير فى الحامض النووى، وكما توقع العلماء عند أخذ
المتطوعين لجرعة يومية 500 مجم من الفيتامين لمدة 6 أسابيع،
انخفضت مستويات (إكسوجوانين) فى الدم، مما يفسر السبب
وراء الاعتقاد السائد بأن الفيتامين هو أحد العوامل
المضادة للأكسدة..
وعندما قام الباحثون بقياس مؤشر آخر لأكسدة الحامض النووى
هو (إكسوأدينين)، اكتشفوا ارتفاعه، مما يعطى مؤشراً لحدوث التدمير
الوراثى لأساس الحامض النووى، وأن التأثير الواقى للفيتامين
يسود عند مستوى 500 مجم، ولكنه لا يمنع التأثير المدمر،
وقد حذر العلماء من الإفراط فى تعاطى فيتامين "ج" كمكمل
غذائى بجرعة تزيد على 60 مجم يومياً.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق