الخميس، 12 ديسمبر 2013

ارتفاع اسعار الدوائ‏..‏ والاعشاب تعلن التحدي الخبر اليقين في ادويه العطارين


بعد ارتفاع اسعار الدوائ‏..‏ الاعشاب تعلن التحدي
الخبر اليقين في ادويه العطارين


هل يصلح العطار ما افسدته شركات الادويه؟‏!‏
سوال طاف علي كل الاذهان ولم تستقر اجابته الا في صدور الغلابه بـنعم وفي صدور الاخرين بـيجوز حتي التجارب الشخصيه التي اثبتت نجاح الوصفه العطاريه لم تحسم الامر‏,‏ فارتفاع اسعار الدوائ من ناحيه واختفائ بعضه من ناحيه اخري جعل العطار طبيبا فوق العاده‏,‏ لكنه اعاد السوال مره اخري بوجه مختلف‏:‏ ومن سيصلح ما قد يفسده العطار؟‏!‏
بدايه يحكي محمد محسن‏,‏ تجربته مع الاعشاب فيقول‏:‏ ظلت حماتي تعالج علي مدي‏4‏ سنوات من الحصوات المراريه والربو‏,‏ ولم تتحسن علي ما وصفه الطبيب‏,‏ ومنذ فتره قصيره اتجهنا الي العطار فكتب وصفه طبيه يدخل في تركيبها زيت الشونير‏(‏ حبه البركه‏)‏ فواظبت علي تناولها‏,‏ وبالفعل بدات الحصوات في التفتت كما ظهرت في صوره الاشعه ـ هذا كله رغم ان تكلفه هذه الوصفه لا تتعدي‏25‏ جنيها وتكفيها عده اشهر كامله‏,‏ اصبحت انا ايضا اداوم علي وصفات لعلاج السكر وارتفاع ضغط الدم بدلا من الادويه غير الموجوده واسعارها النار‏.‏

يكسب العطار ـ حسب تاكيد الكثيرين ـ في علاج مشاكل الشعر وتلوينه بدلا من الصبغات باهظه الثمن والتي قد تودي الي تساقطه‏,‏ تقول مها محسن‏23‏ سنه اتجهت الي العطار بعد فشل دوائ الطبيب في تحقيق ايه نتيجه او تحسن لمشكله تساقط شعري‏,‏ فحققت وصفته نجاحا خلال فتره قصيره جدا‏,‏ حيث كانت تعتمد علي خلاصه الصبار مع بعض المواد الاخري‏.‏

كما تحقق هذه الوصفات الطبيعيه نجاحا كبيرا في علاج السمنه وزياده الوزن كما تقول اماني محمود‏23‏ سنه وتضيف‏:‏ اعتدت علي استعمالها في علاج تساقط الشعر وزياده الوزن‏,‏ فظهرت النتيجه خلال شهر واحد رغم ان اسعارها بسيطه جدا‏.‏

حالات اخري كثيره عالجتها اعشاب العطار كامراض الكبد‏,‏ الروماتيزم‏,‏ الام العظام‏...‏ وغيرها‏.‏

المهنه وراثه
وتعتمد تجاره العطاره علي الوصفات ـ اكثر منها علي الاعشاب المعتاده ـ اذ يوكد الشاب ايمن الذي يعمل عطارا ان الزبون لا يطلب عشبا بعينه لكنه يطلب علاجا لمرض معين‏,‏ ولاننا ورثنا هذه المهنه‏,‏ فقد ورثنا اشهر وصفاتها فعلاج مرض السكر مثلا يتم عن طريق اعشاب مضغوطه علي هيئه اقراص من‏(‏ مرمريه ـ عمود قرما ـ الزريره ـ سندروس ـ سموا‏)‏ وهي وصفه جربتها علي وعلي والدي‏,‏ ومجموعه اخري من المصابين‏,‏ وكانت نتائجها جيده مع ان سعر العلبه لا يتجاوز‏10‏ جنيهات وبها مائه قرص وتكفي لمده‏25‏ يوما وتعالج امراضا اخري كثيره كالدوسنتاريا‏,‏ الصدفيه‏,‏ الروماتيزم‏,‏ البروستاتا‏,‏ الحساسيه‏,‏ الكحه‏,‏ تساقط الشعر وغيرها ويقبل الناس علي وصفات علاجها لانخفاض اسعارها وتوافرها باستمرار مع جدواها وفعاليتها‏.‏

اعشاب مستورده
المفارقه المدهشه ان هذه الاعشاب والمواد البسيطه نستورد معظمها فكما يقول الحاج رجب العطار فاننا نستورد ما بين‏60‏ ـ‏65%‏ من هذه الاعشاب من شرق اسيا ـ خاصه الهند ـ والباقي انتاج محلي ويضيف‏:‏ تتميز وصفاتنا الطبيه بانها مناسبه لجميع الفئات‏,‏ كما انها اقل ضررا من المواد الكيماويه‏,‏ لذا فالاقبال عليها كبير جدا فنحن نقوم بخلط بعض الاعشاب بكميات دقيقه حتي تظهر النتيجه المطلوبه لذا فقد حققنا نجاحا في علاج السكر‏,‏ صديد الكلي من‏(‏ حرجل ـ حلف بر ـ بذر خله‏)‏ وللمعده‏(‏ رواند ـ سلامكه ـ عرقسوس ـ كاموميل‏)‏ اما التخسيس‏,‏ فتتكون وصفته من‏(‏ كينا ـ حريجون ـ حبه البركه‏)..‏ وغيرها الكثير من الوصفات الموجوده لدي العطارين‏.‏

وصفه الايدز
عمليه التداوي بالاعشاب تخضع للتطور بشكل مستمر حتي باتت تختلف كثيرا عن وصفات الاجداد‏,‏ ويقول العطار عبد الرحمن حراز‏(‏ خريج كليه السياحه والفنادق‏)‏ نطلب من المريض تشخيص الطبيب ثم نحدد العلاج المناسب ـ مثلا ـ حاله الضعف الجنسي‏,‏ قد تكون نتيجه لمرض السكر او التهاب البروستاتا‏,‏ ولكل حاله علاج مختلف‏!!‏
ومن اهم عناصر العلاج اقتناع المريض بالعلاج بالاعشاب بعد ادراكه للاضرار الرهيبه للمواد الكيماويه‏,‏ خاصه ان نسبه ضرر الاعشاب لا تتعدي‏1%‏ وفي النهايه نحن وسيله مساعده الي جانب الطب‏,‏ وليس لاي طرف منا غني عن الاخر‏.‏

فهناك حالات تتحسن بالدوائ واخري تحتاج للاعشاب كما ان هناك اتجاها جديدا لتحويل النباتات الي اقراص كالنعناع والثوم‏,‏ وهناك تركيبه‏(‏ البردفوس والمرجونين‏)‏ لادرار البول وموسع لشرايين القلب‏,‏ واثارها ممتازه رغم انخفاض ثمنها‏.‏

ولا تمارس محلات العطاره هذه المهمه دون رقابه او تنظيم‏,‏ وانما لابد ان تحصل علي ترخيص من الحي بمزاوله المهنه‏(‏ عطاره‏),‏ كما تاخذ وزاره الصحه عينات من هذه الاعشاب بشكل دوري لتحليلها باعتبارها سلعه غذائيه‏.‏

ولم يقف العطارون عند مرض بعينه بل مازالوا يبحثون عن وصفات تفيد في العلاج من امراض العصر كالايدز وحتي السرطانات‏.‏

ويرجع عاطف احمد‏(‏ عطار ـ خريج كليه الزراعه‏)‏ معظم الامراض الي الانفعال والتوتر العصبي‏,‏ حيث يوثر القلق علي المعده والقولون‏,‏ فيسبب عسر الهضم‏,‏ فقر الدم‏,‏ الضعف الجنسي وحتي النحافه وتساقط الشعر‏,‏ لذا لابد للعطار من قرائه الكتب الطبيه‏,‏ ومع كثره الاطلاع والتجارب وجدنا ان الكركم ـ مثلا ـ مفيد جدا للكبد‏,‏ الكافور للجهاز العصبي والفم والاسنان‏,‏ اما الشمر لعلاج الغازات والانتفاخات‏,‏ الورد البلدي لالام المعده‏,‏ الزعتر لبكتريا الحلق‏,‏ وهناك مهدئات كالزيزفون‏,‏ التليو‏,‏ الينسون‏,‏ والنعناع‏,‏ كما يستخدم حصي اللبان وحبه البركه وروزماري واللبان الدكر لتقويه الذاكره‏,‏ كما توجد وصفات للاورام خاصه الكبديه منها‏.‏
وهناك اعشاب بديله لبعض الادويه مثل حلف البر‏,‏ بذر الخله والكرفس كمذيبات للدهون ومدرات للبول بدلا من اللاذيكس والجديد‏,‏ بالاضافه الي اعشاب زياده مناعه الجسم ومقاومته للامراض والتي نحاول تطويرها لعلاج الايدز الذي يحير العالم الان‏,‏ ووصفته تتكون من حبه البركه‏,‏ لبان الدكر‏,‏ الجنزبيل‏,‏ الزعتر المر والريحان‏.‏

غير ان هناك جانبا اخر لمساله الاعشاب والعطارين فالمعروف ان بعض هذه النباتات مفيد وبعضها الاخر سام‏,‏ وكما يقول د‏.‏ حسام امين‏(‏ ‏««‏صيدلي‏)‏‏»»‏ قد تكون ورقه النبات الواحد مفيده وساقه سامه‏,‏ وجذوره ضاره والعطار لا يعي ذلك ـ بل انه يعطي للمريض النبات بكل اجزائه‏,‏ اما شركات الادويه والصيادله فيحللونها لمعرفه اضرارها وفوائدها‏,‏ ولقد نجح الكثير من الادويه العشبيه في علاج الامراض مثل‏(DDP)‏ الذي اثبت فعاليه باعتباره الوحيد الذي يعالج الفيروس الكبدي‏(C)‏ او علي الاقل يوقف نشاطه في الجسم والمختصون يحللون النبات ويكتبون عليه مده صلاحيته وهو ما لا يفعله العطار مع اعشابه التي قد تخزن عنده بالسنوات‏.‏

ويهرب الكثيرون للعلاج بالاعشاب بسبب فرق السعر بينها وبين الدوائ‏,‏ خاصه مع ارتفاع اسعاره هذه الايام‏,‏ هذا ما يوكده د‏.‏ عبد الهادي مصباح استاذ المناعه وامراض الدم ويضيف ان هناك بعض الامراض المزمنه‏,‏ تستغرق مده علاج طويله قد تصل الي مدي الحياه‏,‏ مما يودي الي حدوث نوع من الملل ويهرب المريض الي الاسلوب الاقل تكلفه دون وعي بالنتائج المترتبه علي ذلك‏,‏ كما ان هناك بعض المرضي يلجاون الي العطار قبل الطبيب لعدم ثقتهم في شركات الادويه والتي تهدف الي الربح علي حساب المرضي‏,‏ بالتالي ينعكس ذلك علي ثقه المريض في طبيبه لاعتقاده انه يعمل لصالح هذه الشركات‏.‏

وقد استهوي الطب البديل‏(‏ غير التقليدي‏)‏ الكثيرين علي مستوي العالم حتي في الدول المتقدمه حيث اثبت الدوائ الكيميائي فشله في علاج بعض الحالات‏,‏ الا ان هذه الاعشاب ليست فعاله في كل الحالات ايضا‏,‏ حيث ياخذ العطار النبات بميزاته وعيوبه‏,‏ فوائده ومضاره ـ لكن شركات الدوائ تستخلص منه مواده الفعاله وتقوم بتصنعيها‏,‏ لذا اويد اللجوئ الي الاعشاب في حاله استنفاذ اساليب العلاج المجربه‏.‏

ويري د‏.‏ باسم فوزي‏(‏ صيدلي‏)‏ انه يمكن استبدال العلاج بنظام غذائي معين او مواد طبيعيه كالاعشاب‏,‏ وذلك في حاله حاجه المريض للعلاج مده طويله‏,‏ او يكون الدوائ قد اجهد المعده او تسبب في‏(‏ القرح‏)‏ وذلك كي تستعيد المعده نشاطها وتعود لحالتها الطبيعيه‏.‏

ولا ينكر د‏.‏ محمد العزيزي وكيل كليه الصيدله ـ جامعه عين شمس دور النبات والاعشاب في استخراج دوائ فعال حيث يقول يرجع اصل جميع الادويه الكيماويه الي النبات‏,‏ مثل عقار‏(‏ الديجوستين‏)‏ لعلاج ضعف ضربات القلب ويستخرج من نبات‏(‏ اصبع العذرائ‏)‏ اما نبات‏(‏ ست الحسن‏)‏ والذي كانت تستخدمه السيدات كبودره لتكحيل العين قبل الزواج حيث يوسع حدقه العين فقد اكتشفنا انه يمكن الاستفاده منه في الكشف علي العيون بالاضافه الي فائدته كمضاد للتقلصات اذن فالمصادر الطبيعيه هي اساس العلاج حتي قيام الساعه‏,‏ وبالطبع لها مردود علاجي فعال‏100%,‏ ولكن ليس هناك فرق بين استخدام المواد الطبيعيه والمخلقه‏,‏ فكلتاهما كيميائيه تودي زياده جرعتها الي التسمم‏,‏ وتصبح هذه الادويه امنه اذا اخذنا في الاعتبار الجرعه المناسبه ومده الصلاحيه كما انه توجد اعشاب سامه مثل‏(‏ العائله الحلابيه‏)‏ والتي تفرز سائلا ابيض اللون‏(‏ يشبه اللبن‏)‏ وهو ماده شديده السميه وتنتشر في الحدائق‏,‏ وتسبب السرطان‏.‏

مشكله اخري تواجه استخدام الاعشاب ـ كما يضيف د‏.‏ العزيزي فهي موجوده في الطبيعه ومعرضه للغازات والاتربه والعوادم والمبيدات الحشريه ثم يستخدمها العطار دون تنظيف‏,‏ وهذا هو دور شركات الادويه في التاكد من نقائ النبات دون المساس بمادته الفعاله لذا لا اشجع وصفات محلات العطاره‏,‏ لان كليات الصيدله هي الوحيده القادره علي وصف الدوائ بالاشتراك مع الاطبائ‏.‏ 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق